فصل: العرب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة، وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما، فأدخلهما معه، ثم جاء علي فادخله معه، ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا}.
وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعد قال: «نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فادخل عليًا، وفاطمة، وابنيهما تحت ثوبه، ثم قال اللهم هؤلاء أهلي، وأهل بيتي».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: «جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة، ومعه حسن، وحسين، وعلي، حتى دخل، فأدنى عليًا، وفاطمة. فاجلسهما بين يديه، وأجلس حسنًا، وحسينًا. كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم، ثم تلا هذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا}».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول «الصلاة يا أهل البيت الصلاة {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا}».
وأخرج مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أذكركم الله في أهل بيتي، فقيل: لزيد رضي الله عنه: ومن أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس».
وأخرج الحكيم والترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معًا في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قسم الخلق قسمين، فجعلني في خيرهما قسمًا. فذلك قوله: {وأصحاب اليمين} [الواقعة: 27] و{أصحاب الشمال} [الواقعة: 41] فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثًا، فجعلني في خيرها ثلثًا، فذلك قوله: {وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون} [الواقعة: 8-10] فأنا من السابقين، وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله: {وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: 13] وأنا أتقى ولد آدم، وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر. ثم جعل القبائل بيوتًا، فجعلني في خيرها بيتًا، فذلك قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا} فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا} قال: هم أهل بيت طهرهم الله من السوء، واختصم برحمته قال: وحدث الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول «نحن أهل بيت طهرهم الله من شجرة النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وبيت الرحمة، ومعدن العلم».
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: لما دخل علي رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها. جاء النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحًا إلى بابها يقول «السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة رحمكم الله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا} إنا حرب لمن حاربتم، أنا سلم لمن سالمتم».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى إلى باب علي رضي الله عنه، فوضع يده على جنبتي الباب، ثم قال: «الصلاة، الصلاة. {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا}».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر، يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند وقت كل صلاة فيقول: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا} الصلاة رحمكم الله، كل يوم خمس مرات».
وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي باب علي، وفاطمة ستة أشهر فيقول: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا}.
{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}.
أخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} قال: القرآن، والسنة، عتب عليهن بذلك.
وأخرج ابن سعد عن أبي أمامة بن سهل رضي الله عنه في قوله: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند بيوت أزواجه النوافل بالليل والنهار. اهـ.

.بحث بعنوان: زواج النبيّ صلى الله عليه وسلم ومراحله ودوره في إنجاح الدعوة:

للشيخ: محمود غريب.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيّ المصطفى؛ أما بعد:
سوف أتناول هذا الموضوع من الجانب الفكري الذي يوضح الحق في أذهان الشباب معرضا كل الإعراض عن الشبه التي يرددها تجار التبشير الذين لا يمنعهم دين ولا يؤنبهم ضمير وحسبي أن يعلم الشباب المسلم حقائق الإسلام وهذه المحاضرة مع قليل كلماتها فقد ضمنتها كل ما قرأت في هذا الموضوع.
ثمّ أشير لك بعد ذلك إلى المصادر ليغترف منها من يريد المزيد، والله تعالى أسأل أن يجعل هذا العمل المتواضع خالصا لوجهه الكريم. آمين.

.تعدد الزوجات مشكلة الطبيعة:

لو كان عدد الرجال أكثر من عدد النساء ما وجدت هذه المشكلة.
ولو كان عدد الرجال مساويا لعدد النساء لانتهت المشكلة أيضا وذلك بزواج كل رجل بامرأة واحدة.
أما إذا كان عدد النساء أكثر من عدد الرجال- وهذا هو واقع الحال الذي تثبته الإحصائيات-
فماذا نفعل؟
إن لنا أحد حلين لهذه المشكلة الطبيعية:
الأول: أن يتزوج كل رجل بزوجة واحدة. وتبقى بقية النساء بلا زواج- يعشن طاقات معطلات أو متسولات جنسيا- ولا أظن أحدا يرضى هذا الحل الذي يفتح أبواب الفساد.
الثاني: أن تشترك أكثر من امرأة في زوج واحد وهو ما نسميه تعدد الزوجات؛ على حد قولهم: مالا يدرك كله لا يترك كله.
فقضية تعدد الزوجات حتمية لمشكلة طبيعية وهي كثرة النساء على الرجال.

.زوجات العظماء:

عظماء الرجال تتمنى عشرات النساء أن يصلن إلى قلبه وأن يصبحن شركاء فيه.
والأنبياء عليهم الصّلاة والسلام هم أرقى البشر وأعظمهم. لذلك نرى بيوتهم قد جمعت من الزوجات من شاء القدر أن يشرفهنّ بهذا الزواج.
فأبو الأنبياء إبراهيم الخليل- عليه السلام- قد تزوج هاجر وسارة ويعقوب- عليه السلام- قد تزوج امرأتين- أنجب من الأولى عشرة أولاد ومن الثانية يوسف وبنيامين عليهما السلام وسليمان- عليه السلام- أخبر الكتاب المقدس- الذي يؤمن به اليهود والنصارى- أنه تزوج ثلاثمائة من النساء الحرائر وبسبعمائة من النساء السراري- أي الأرقاء.
وأقرأ إن شئت الجزء الأول من العهد القديم الذي يقول: أن سليمان قد تزوج ألف امرأة فأمالت نساؤه قلبه-...يا سبحان الله! ألف امرأة كما أخبر الكتاب المقدس هذه مسألة عادية لا يتحدث أحد عنها وتسع نساء عجائز أرامل في بيت سيدّنا محّمد- عليه السلام- يرى أعداء الإسلام أن ذلك شائن ويطعنون في صاحب الرسالة!.
على أية حال أذا لم تستح فاصنع ما شئت.

.تعدد الزوجات قبل الإسلام:

.اليهودية:

لم تحرم تعدد الزوجات وكما يفهم ذلك من سلوك أنبيائهم الذين تزوجوا بأكثر من زوجة. ولو حرمت اليهودية التعدد لما تزوج أنبيائهم إلا بزوجة واحدة.

.المسيحية:

هي امتداد للديانة اليهودية من ناحية الشريعة. ولكنها هذبت وعالجت انحرافها ولم يحرّم السيد المسيح- عليه السلام- في حياته تعدد الزوجات. إنما جاء تحريم التعدد بعد ذلك في القرون المتأخرة اجتهادا من رجال الكنيسة الذين اعتبروا المرأة شرا. فأمروا أن يكتفي الرجل بزوجة واحدة.

.العرب:

والأمة العربية أيضا لم تضع حدا لتعدد الزوجات. فكان الرجل يتزوج بكل من يستطيع من النساء. بلا حرج ولا حدود.
من ذلك نعلم أن تعدد الزوجات مشكلة طبيعية نتج منها ظاهرة اجتماعية أهملتها التشريعات السابقة ووضع الإسلام لها قيودا محكمة.
فنحن نستطيع أن نقول بكل ثقة: أن الإسلام هو أول دين وضع حدا لتعدد الزوجات.
قال تعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} [النساء: 3].
فائدة:
سورة النساء نزلت بعد سورة الممتحنة ومعلوم أن سورة الممتحنة نزلت في فتح مكة الثامنة للهجرة فتعدد الزوجات كان مباحا بلا حرج حتى السنة الثامنة للهجرة وفيها نزل تحريم الزيادة على أربعة لأول مرة.
فالنبيّ عليه السلام تزوج نساءه جميعا قبل نزول هذه الآية، فهو لم يخالف نصا نزل عليه.
ولم يعط لنفسه من الحقوق ما حرّمه على أمته!.
ولكن ربما يسأل أحد الناس: لماذا لم يطلق النبيّ- عليه السلام- من نسائه ما زاد على أربع؟
وعلينا قبل أن نجيب على هذا السؤال أن ندرس سريعا أسباب الزواج المحمدي- عليه السلام- وهي لا تكاد تخرج عن سبب من الأسباب الثلاثة الآتية:
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيّ المصطفى؛ أما بعد:
فقد عرفنا ممّا تقدم أن تعدد الزوجات هو مشكلة طبيعية فعلها عظماء البشر ولم يحرم في الديانات السابقة ولا عند العرب قبل الإسلام وهناك أسباب لتعدد زوجات النبيّ صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلّم أقدمها بين يديك أخي الحبيب.

.أسباب تعدد زوجات النبيّ صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلّم:

.أولا: سبب إنساني:

يتجلى فيه الجانب الإنساني للرسول الكريم صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلم وحرصه على مواساة أرامل الشهداء الذين حادوا بأرواحهم من أجل دعوته وتركوا أرامل عجائز لا يقدرون على عبء اليتامى.

.ثانيا: سبب سياسي:

تتجلى فيه عظمة النبيّ صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلم السياسية وذلك حيث استطاع أن يصل إلى قلوب زعماء الشّرك وأن يصاهرهم فيصهر مافي قلوبهم من حقد على الإسلام وتهتدي قلوبهم لدعوته.
وقد نجح هذا الزواج نجاحا بعيدا خصوصا مع الذين حاربوا الإسلام خوفا على مناصبهم.
مثل أبي سفيان بن حرب زعيم المشركين في مكة وقد تزوج النبيّ من ابنته السيدة أم حبيبة رضي الله تعالى عنها.
والحارث بن أبي ضرار سيد بني المصطلق وقد تزوج النبيّ من ابنته السيدة جويرية رضي الله تعالى عنها.
وجماعات اليهود الباقية بالمدينة وقد تزوج النبيّ من صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله تعالى عنها.
تأليفا لقلوب قومها من اليهود.
وقد فعل هذا الزواج ما لم تفعله المعارك من تحطيم للحواجز وانتصار للإسلام.

.ثالثا: سبب تشريعي:

وأعني به زواج النبيّ صلّ يا ربّ عليه وآله وبارك وسلّم من السيدة زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها، وقد فرض الله تعالى على النبيّ هذه الزوجة بدون اختيار منه أي من النبيّ فقال تعالى: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} وكلمة زوجناكها واضح منها أن فاعل هذا الزواج هو الله تعالى فكانت السيدة زينب تفخر على كلّ نساء النبيّ بهذه الآية وتقول: كلكن تزوجتن في الأرض أما أنا فزوجتني السماء.
وألان أجيبك على السؤال:
لماذا لم يطلق النبيّ الزوجات الخمس الزائدات؟
أولا- عرفت مما سبق أن الجانب الإنساني والسياسي كانا يفرضان بقاء زوجات النبيّ حتى لا يهدم النبيّ ما بناه.
ثانيا- أي امرأة تطلق من زوجها لها الحق أن تتزوج من رجل آخر أمّا زوجات النبيّ فلو طلقت واحدة منهنّ فإنها لا تحل لرجل آخر وذلك لان نساء النبيّ هنّ أمهات المؤمنين؛ قال تعالى: {النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}.
فكيف يتزوج مؤمن من أمهات المؤمنين؟
لذلك قال تعالى: {يا أيها النبيّ إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن}.
هل ميز القرآن النبيّ بهذا الزواج؟
لو كان لرجل ولدان في الجامعة فأعطى احدهما مائة دينار وقال للآخر هذا حقك حتى نهاية العام الدراسي وأعطى الثاني عشرة دنانير وقال له إذا أنفقتها في أسبوع فخذ غيرها فأيّ الولدين فاز بالأكثر؟...وأيهما ميزه أبوه؟